نعيش اليوم السادس عشر من رمضان مع كلام الحبيب وحديث يدعو إلى الإطمئنان وعدم الخوف مما هو قادم لأن كل شئ بيد الله سبحانه وتعالىوخاضع لمشيئته ولن يكون إلا ما أراد.
عن أبى العباس عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال كنت خلف النبى صلى الله عليه وسلم يوما فقال: ياغلام إنى أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشئ لم يضروك الا يشئ قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف .رواه الترمذى وقال حديث حسن صحيح ، وفى رواية غير الترمذى احفظ الله تجده أمامك تعرف على الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وماأصابك لم يكن ليخطئك واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا.
وقوله صلى الله عليه وسلم احفظ الله أى إلتزم بأوامره وامتثلها وانته عن نواهيه يحفظك فى دنياك وآخرتك.
معنى إحفط الله يحفظك تؤكده أيات القرآن الكريم قال الله تعالى (ومن عمل صالحا من ذكر أو انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ) النحل -97
وقوله صلى الله عليه وسلم تجده تجاهك أى أمامك، وفى هذا المعنى يأتى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعرف إلى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة)
وفى القرآن وتحديدا فى قصة يونس يتأكد لنا هذا المعنى (فلولا أن كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون ) والعكس عندما ذكر فرعون ربه فى الشده جاءه الرد يذكره بمعصيته قال فرعون آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنو إسرائيل ، قال له الملك (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) يونس -91
وقوله إذا سألت فاسأل الله تعنى أن العبد لاينبغى أن يتعلق قى مسألته بغير الله
وهناك أمور لا نطلبها إلا من الله مثل الهداية وفهم القرآن والشفاء والعافية والتوفيق .
وهناك من الأمور ما نسأل فيها عباد الله وهى ماتتعلق بالحرف ومتطلبات الحياة ولكن مع اليقين بأنهم مجرد أسباب وأن مسير الأمور هو الله.
وقوله واعلم أن الأمة .... لما كان الانسان يطمع فى بر من يحبه ويخاف شر من يحذره
الحديث يحمل رسالة تطمين وفى نفس المعنى تأتى الآية (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله) يونس -107
وقوله صلى الله عليه وسلم إن النصر مع الصبر، جاء قى نفس المعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: لاتتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموه فاصبروا ولا تفروا إن الله مع الصابرين.
والفرج مع الكرب فإذا إشتد البلاء أعقبه الفرج وإن مع العسر يسرا.
-----------------------
بقلم: نجوى طنطاوي
حلقات " مع الحبيب والأربعين النووية "